-A +A
سعيد السريحي
لا يمكن لأحد أو جهة إنكار معاناة المواطنين من المقيمين إقامة غير نظامية، خاصة أولئك الذين لم يكونوا يتورعون عن ارتكاب مختلف الجرائم من توزيع للمخدرات أو تصنيع للخمور أو تسهيل للدعارة، غير أنه لا يمكن لأي جهة تقبل أن يقوم المواطنون بدور رجال الأمن فيقتحموا بيوت هؤلاء المخالفين ويقوموا بتسليمهم للجهات الأمنية، ذلك أن في ذلك تجاوزا لا يمكن أن تتقبله الجهات الأمنية فضلا عن جمعيات حقوق الإنسان، كما أن في مثل هذا العمل القائم على خلط الأدوار مجازفة من شأنها أن توقع المواطن في خطر كان بمنجاة منه لو أنه ترك أمر ضبط هؤلاء المخالفين للجهات الأمنية فهي أعرف وأدرى بطرق التعامل معهم، كما أن فيه احتمال إلحاق ضرر بهؤلاء المتخلفين، والذين ينبغي لنا أن لا نمسهم بأذى أو نجعلهم عرضة للاعتداء عليهم مهما كانت معاناتنا منهم فهناك جهات أخرى هي المسؤولة عن ضبطهم وهي المسؤولة عن استيفاء حقوقنا، إذا كانت لنا حقوق منهم.
علينا كمواطنين أن نربأ بأنفسنا عن أن يقودنا حقد دفين أو صورة نمطية محددة ضد جنسية محددة أو جماعة معينة فننتهز فرصة ملاحقة الجماعات المتخلفة لكي ننفس عن هذا الحقد ونعبر بما يوافق الصورة النمطية مهما كنا نمتلك الأسباب الحقيقة التي أدت إلى شعورنا بالحقد أو كونت لدينا الصورة النمطية، وعلينا أن ندرك أن النظام الذي يكفل لنا الأمن هو نفس النظام الذي يكفل الأمن لكل مقيم على هذه الأرض فيحميه من العدوان عليه كما يحمينا من العدوان علينا.

قيام المواطنين بدور رجال الأمن في القبض على بعض المخالفين على النحو الذي وثقته بعض الأفلام المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي لا يكشف إلا عن فوضى لا تليق بنا، فكون المواطن هو رجل الأمن الأول لا يعني مطلقا أن يمتلك الحق في مداهمة البيوت حتى لو كانت أوكارا للجريمة فثمة جهات أمنية هي التي تنهض بهذا الدور وذلك ما ينبغي على الجهات الأمنية أن توضحه للمواطنين جميعا.